الأحد، 18 أكتوبر 2015

أنشودة الرَّحــيل

أنشودة الرَّحــيل 
سعيدة تاقي

  ــــــــــ
  "فَـزَّاعَةُ القَـرْيَة الجديدة لا تُطاردُ العصافـير."
  ــــــــــــ

بالبحر عزَفَ أخيراً أنشودةَ الرَّحيل.
لم يردِّد صداها ذاك الصباح، سوى رقْصِ النوارس و مجدافِ بحّار عجوز...
و الزُّرقةِ المُتورِّمة.
***
سابقاً
كان للقرية ألفُ بابٍ و باب، و نوافِذُ عديدة و باحاتٌ مُتْرَبة.
و ما كانت لها ـ لسوء النيَّة ـ مخارجُ للحُلم.
***

سابقاً
سيَّجوا الحقولَ كي لا ترتَع دَوابُّ الرئيس حيثُ شاءت.
لم يُمعِنِ السيّاجُ في الانتظار كثيراً.
محرِّكاتُ الضيعة المجاورة شرِبتْ كلَّ ماء الجَوْفِ، نكايةً بأحجارِ الوادي الجافَّة.
***

سابِقاً
بيعتِ الأرضُ.
و جفَّ الضرعُ.
و ما اكتفى العُمرُ عن إنجابِ البُطون.
***

سابِقاً
كان الوهمُ غدٌ سيأتي.
كان حُلمُ الفرَجِ و الفرَحِ، و البِكْرُ سيَكبُر.
***
حلَّ الغدُ.
البحرُ المآل.
و الأرض الواطِئَةُ المُستَـقَـر.
***



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق