شـعـر


أنتَ حتماً تَكْـذبُ، إنْ صَدَقْـت
سعيدة تاقي


للتُّولِـيب أكثرُ من حكاية، لو يدرك الخريفُ الأرعن..
ـــــــــ

ـ 1 ـ
غداً
حينَ أحبُّكَ،
أَرجوكَ
لا تَلُمْ قلبي
البليد
إنْ فرَحاً،
بعطايا سمائِكَ
لمْ يُغنِّ.
أنتَ تَدري،
أَنِّي حرْصاً على حبِّكَ
الفَريـد
لمْ أعُدْ أغنّي.

*****

ـ 2 ـ
ورْدُ الصّباحِ
كانَ أحمرَ فاقعاً،
و الغُصنُ غضٌّ،
و المُنى عِـيد.
ورْدُ الظهيرة
لَاح أصفرَ الشّذى،
و الحزنُ غافٍ
و الحُلمُ بعيد.
ورْدُ المساء
باتَ أبيضَ ناصعاً،
لا الليلُ يرنو
للبدءِ الجديد،
و لا الفيضُ حَمى
الرَّوضَ العتيد.

أرجوكَ
لا تُحمِّلني دمَ العِطرِ
فجراً،
قَلَّ ما يكذِبُ الوردُ
حينَ يتلوَّن،
أو يُعـيد.

*****

ـ 3 ـ
ما دُمتَ أمامي
لنْ أنظُرَ خلفي.
موعودةٌ للأمل
في عينَيْـكَ
يُسلِمني
لِقُصُور الغد.
أتَـرى قَـلبي الطِّفل؟
.. أتَرى؟
ما حاجتي للمرايا،
ما دمتَ أمامي
و أنا خلفـكَ
أحمِلُ عُمْري
على كتِفيَّ
و أقْفو خُطاكَ.
ما حاجَتي للـقَـصـيـدِ
ما دُمتَ أنتَ أنْتَ،
و أنا الأنثى،
و الوعدُ يومٌ يَزيد
و الوردُ طِفلٌ وليد.
ما حاجتي للحبِّ
ما دمتَ أنتَ لي
و أنا الأنثى
خلفَكَ ألهثُ
من جمرِ الوعيد.
ما حاجتي إليَّ
ما دُمتَ أنتَ أنا،
و أنا الأنثى
خُنتُ ذاتي
و أسلَمتُـكَ
باسم الحبِّ
طوعاً كلَّ المقاليد.


و أَرْتَـكِـبُـك مِنْ جَـديد..
سعيدة تاقي

مثل الفراشةِ أبتهِلُ لوميضِك و يحرقني اللهيب.
ـــــــــــــــــــــــــ


ـ 1 ـ
قد لا يعنيكَ وجعي.
لا تكترثْ..
واصِل نحْري.
ذنبي كانَ..
ملاحقةَ آثـامك.

ـ 2 ـ
سأحلُم من جديد.
سأبني أعشاشاً
على الشجر..
و أترك للعصافير
أنْ تأخذَ منها
ما تشاء.

ـ 3 ـ
الجُحْر الذي لدَغَني
ألف مرَّة و مرَّة
لم يخدَعني.
قدمي الخائنة
كانت تعشق الخلْخالَ
الذي لا صوتَ له.

ـ 4 ـ
سأحلِّقُ عالياً مثلها
لكن دون جناحين.
سأحلِّقُ عالياً مثلها
لكن دون ريش.
سأحلِّق عالياً مثلها.
و أُقـلٍّم خُدع الجاذبية.

ـ 5 ـ
قديماً..
آمنَتُ بحبِّ جلّادي
لتنكسِرَ مرايا الزنزانة.
نبتَـتْ لربوعِ الوطنِ
طحالِبُ أخرى.

ـ 6 ـ
سأطير عالياً.
لن أرقص كثيراً.
الخلخالُ لم يعد صامتاً.

ـ 7 ـ
الجرحُ الغائر
ليسَ قاتِلاً..
ألا تَرى:
قلبي..
.. تلك الكتلة الحمراء..
ليس في الوسط،
إلى اليسار قليلاً،
ما زالَ ينبض.

ـ 8 ـ
سأرسُمُ في الأعلى
هناك..
حيث سأحلِّق،
قوسَ قزحٍ جديد.
لا يصرِفُـه الماءُ
و لا تذيبُه الشمس.
و لا تلتَقِــمُهُ
أفواه الرصاصاتِ
الجائعة.

ـ 9 ـ
في الأسفل
سأصفع البابَ خلفي،
و أمضي.
لا تكتَرثْ لغيابي.
قلبي ما زال ينبض
خلف الشلّال الهادِر.
و جِيدي ما زال شامخاً
فوق الشرخ الأحمر.
لا تكترث.
أنا سأمضي..
و حسب.

ـ 10 ـ
في الأعلى..
سأتركُ القُزَح ينثُـر
ألوانَه في كلِّ خفقةٍ،
و أحلِّق من جديد.
سأحلِّق من جديد
سأحلُم من جديد..
قد أرتَكِـبُكَ من جديد..
أبوابُ السّماء
ما زالت مفتوحة.








في مَراشِقِ الغِـواية
سعيدة تاقي

ما زالَ طِفلاً يَنْتَعِـلُ الرُّوحَ و يَعْـتِـمِرُ الأحْلام و يَغْـتَرِفُ الهِواية.
******

القلْبُ منزوعُ النّوى،
يمشي حافِياً
ترَكَهُ الربيعُ عارياً
و مضى يقلِّـبُ خلْفَ
الفصُول المتداخِلة
عنْ بتْلاتٍ لمْ يَـرْوِها
القِـطاف.
أكلَّما نكَأَ الخريفُ
مخاضاتِ البداية
تخْسِفُ الحياةُ أوراقَها
و تُغدِقُ الدِّماءُ صبيبَها،
و تلتَفُّ بَيْـن الزّوايا
آلافُ المناديلِ المخضَّبة.

***

القمَرُ لم يعُد مُرسَلاً،
لمْ تضُمهُ الشّمسُ
بَعْدُ إلى أحضانها.
و الطلُّ غادَر الصَّفاءُ
نقَـراتِـهِ
في الهَزيع الأخير.
و الوردُ يُداري
خِلْسَةً،
شوكَهُ شوقاً
لرَفِـيف الفرَاشات.

***

الليلُ قارِسٌ هناك
خلفَ المَرايا الباهتة.
القَلبُ حافِياً
يمشي
دون قدَمَيْن،
منزوعَ النَّوى
وحيداً.
و الغصَّةُ تجثُو
مُرتَجِفةً،
خلْفَ الأوراقِ
.. و الدِّماء
.. و الأشلاء،
تبْحَثُ للمَناديلِ
عن مصيفٍ لا يُحرِقُ
دِرْعَ الأحلام.







كُــنْ وَرْداً و دَعِ الشّـوكَ يـشتـاق
سعيدة تاقي




في سماء المَشاتِـل المُغطَّاة تَـكْـمُن الفراشاتُ الحزينة.

ـــــــــــــــــ

ـ 1 ـ
قد أحبُّكَ أكثر،
يوماً ما..
سيكون حينَها
العشب أخضرَ،
دون تربة يانعة.
.. سيكون حينَها
الغصن دون وردٍ
وحيداً بين أناملِ الريح،
و الحبلُ عفواً
أسقَط كلَّ الملابس
تحت وهج الشمس.
.. سيكون حينَها
قـلبُـكَ نـديّـاً
دون مَواد حافظة
أو مراهمَ للترطيب.
قد أحبُّك أكثر،
يوماً ما..
فاترك لي هذا اليومَ،
يومي،
لأكرهَك قليلاً.

ـ 2 ـ
لم تكن أقراصُ الطبيب
مفيدة.
أطعمتْـني انتظاراً
و مغَـصاً لا يفـتُـر.
كلَّما ناديْـتُها
خبَّأ لي الوجعُ
أوهاماً
.. و بعضَ الخيبات.
هناك تحت مفرَش المائدة
كان القلمُ يحدِّثني:
أنْ لا تَـنسيني.
كان يبكي...
احتكارَ الوجع
لموعِد جولات كانت لنا،
قبل أن يلوح
طيفُ أقراص الطبيب
على سطح المائدة،
مانعاً لِحَمْلِ غيرِه.

ـ 3 ـ
و أنتَ تَـلُوكُ دهشتي
لا تتجرَّع باقي نبضي
المحتَبِـس.
اترك لي وحدي
القارورةَ الأخيرة
دافئةً بما تنضَح،
و دعْـني أعـتَـنِـقـها،
على جرعات
جرعات.
عطري كان هناك
البارحة..
على ذاك السرير،
و مـشطي..
و ياسمينٌ لم يشهَـق
بما يكفي من الفـتنة.
هذا الصباح
سأشهدُ و سأَشْهَـد..
و سأشـهَـد،
بألّا دهشةَ لي بعدَ
كُـحْـلِ الياسمين،
و ثـأرِ القارورة
من سَجاياَ العِطْـر المُعـتَّـق.

ـ 4 ـ
لم يكنِ الصَبَّـارُ يحلُم.
كان صغيراً..
كان وديعاً..
وسط كوْمَته..
داخل الأصيص.
يغازِلُ الشرفة كلّ صباح
و يتوسَّدُ صدرَ النافذة في المساء.
لم يكن يحلم.
لم يكن صغيراً على الحُلم.
كان يحيا بين الشرفة و النافذة،
و يغتسِلُ في الظِّـل
من فوضى شوكِه
مرَّةً أو..
مرَّتَين في الأسبوع.
كان الصبارُ صبوراً..
و عنيداً.
يعانِق النافذة ليلاً،
و يغازِلُ الشرفة
في أطراف الصّباح.
و لم يكن..
يحلمُ بالارتواء.

ـ 5 ـ
قد لا أهـديـكَ
قصيدتي الأخيرة
فلا توعِز للريح
أنْ تَـنْـفـرَ أوراقي،
قبلَ أن تـلْـتَهِمها
حقـيبةُ السَّفـر.
لم يطرِق الفرحُ
بابَ حروفِها،
و لم ترقُـص أمامها
فراشاتُ الربيع الملوّنة.
قد لا أهديك لسْعَ شهدِها
فالعتباتُ كانت موعودةً
للنسيان.
و الحزن كانَ يغفو
خلف سحاب الحقيبة.

ـ 6 ـ
أضاعَ الخريفُ
مناجِلَ الصَّيفِ
و لم يصُنِ القطافَ
بما يكفي من
أصابِع الحُلم.
و الدمعُ الشَّريدُ
تاهَ عن حبّاتِه
طريقُ العودة،
منذ خالفتِ
الخطوَةُ
حواشِيَ البراعِم.
لن تكونَ للربيعِ
فصولٌ أخرى،
فلا تنكِرِ الحريق،
 لن يغـفِـرَ
الحقلُ
سَوادَ البَـيَادر.

ـ 7 ـ
كم تسرَّعَتِ الشُّرفَـةُ
حين هَـتَفـت لأشعّة الشمس
أحبُّكِ أيتها الجميلة.
كان للحُبّ مذاقُ الخذلان
و المباني تغزو سماء المدينة.
كُـنّا في القفص ذاته
أنا و العصفور.
أطلَقتُ جناحيه
إذ فتحتُ له بابَ القفص.
و ضممْـتُـه إلى محْبَسي
لأسجُنَه،
مثلي
خلف الخشب الموصَد.

ـ 8 ـ
تلك المـدينةُ
خبَّأتِ البياضَ
عميقاً،
و تركَتْ للصَّهيلِ
بعضَ الغمام.
لم يهتِفِ الدُّخان
بِاسم الجمرات
التي كانت هناك
قبل الخريف.
لم تنزِفِ المُزْنُ،
و لم يغتسِلِ الرّحيلُ
من أعبـائِـه.
تلك المدينة،
تحت السَّماء القريبةِ
البعيدةِ،
غزَلَتْ للسَّواقي
اشتباهَ الياسمين
و اكتحَلَتْ
بِمِرْوَدٍ مستعار.

ـ 9 ـ
و أنتَ تقرأ
أَحكِمْ إغلاقَ صوتي.
و أنتَ تُحِـبّ
أَحكِم إخلاء سـيرتي.
و أنتَ تَكْفُـر
أحكِـم إخراسَ شَكّـي.
و لا تحتَرِفْ
.. غير وعْـدِ حرْفٍ
لم يحْتَرزْ للشَّوْكِ،
بـتوْرِياتِ المَطالِع.
لم يحتَطْ للشَّوق،
 بكنايات النسيان.
سمّى الرَّسْمَ
وَرْداً،
كان لـكَ
وحدَكَ.











قدْ نكُـونُ ذاتَ أَمَــل


  
أنَـا لَـسْتُ لِي.
ـــــــــــــــــــــ

مُدُنٌ انسحَبَتْ عن أَحداقِها الأزْهارُ.
و الشَّوْكُ يانِعٌ في حدائِق الشَّوْق المُعتَمَـة.

===

منْ لمْ يَستأنِس بالغُرُوب
لنْ يفْـقَـهَ سِحْرَ النِّـهاياتِ الحزِينة.

===

الظِّلال لا تشكو الجَفاء.
الضَّوء و هو ينْحَدِر لا يعكِسُ حرارة الشَّـبق.

===

للصَّمتِ صَوتُ الـنَّـبضِ الانفِرادي.
للصَّوتِ حَشْرَجاتُ المَخاض العسير.

===

الأشجارُ لا تَبكي الأوراقَ المُتَساقِطة.
السُّقوطُ شُموخُ التُّراب في تحليقٍ آخر.

===

أنْ تَلْسَعَكَ النَّحلةُ،
ذاكَ ضُعْفُكَ يُفْقِدُها الحياة.

===

و أنْ تُسعِفَكَ الوردةُ بطيب رحيقها،
تلك سذاجةُ الشَّمْعةِ ذات اشتعال.

===

في محراب الألم كل التعاويذ ساذجة.

===

الفرحُ لا يترُكُ، تحسُّباً للنِّسيانِ،
نُدوباً للذِّكرى.









وجَعُ الدِّماء لا نحيبَ له
سعيدة تاقي

رَصَـاصة
الاحتِقانُ لا يعتَرِض
لا يخْجَل،
لا ينتظرُ إذنـاً بالنَّزْف.
الاحتقانُ صادقٌ
حدَّ النزيف.

قَـصْـف
أَو لمْ يكُنْ أجْدى
أنْ نغتَسِلَ من دمناَ
قَبلَ أنْ يسْكُبَهُ
قصْفُ الرحيل.
أو لمْ يكُنْ أجْدى
أنْ نغمُرَ قلوبنا
ببَعْضِ البَياضِ
نكايةً بالحُمرةَ
المُوغِلة في الوَحل.

قُـلـوب
يا لغباء هذا النَّبض
لا يدرك أنّ الوَجعَ،
ما زالَ
بعدَ القَلبِ،
بالقلبِ قاتِل..

شـهـادة
سَنَعْتَنِـقُ فُـتُـوَّةَ الماء
قبْلَ الميلاد.
ونقتَلِعَ أوهامَ المَخاض
من جذور الرَّحم.





أيها الرُّفاتُ اجْـمَع بعضَك، فكلُّك يحتضر
سعيدة تاقي


ـ في حضرة غيابِك ـ

الماءُ يـشرَقُ بغصَّاته.
و الطِّـينُ يتلـكَّـأ،
باحثاً عن شمسٍ
تغْـشى الأبصار.
الموتُ ينزِف،
ضمائِرَ لا صوتَ لها.
و الأشلاءُ تفتَرِشُ السُّبُـلَ
دون سابِقِ وُرود.
الأيادي الصَّماء
لا تنشُـدُ غير التحليقِ
في تنزيلٍ نحو الأعلى.
في قَـلْبِ "المحرقة"،
ما زال على الأرض
من يقتَرِفُ الحياة.



ـ عَـتبة الفَــواجع ـ

أيها الرفاتُ
لا تتكَّوم داخِلاً..
القبورُ،
ذا عشّيةٍ و ضحاها،
تسري بوهْم الفردوس
على حوافر النار..
تبيعُ الشّهادَة
بباطل عمامةٍ
و مواكب مصفَّحة.
و الأكفانُ،
محفلُ سوادٍ
يسبِّحُ جهراً
بـآياتِ الخنَّاس،
و يـمتطي سرّاً
الأقمارَ المصنَّعة.
أيُّها الرُّفاتُ
اجمعْ بعضَكَ،
فكلُّكَ خارجاً يحتضر.






نوايا طيبة.. طبعاً..
                           سعيدة تاقي
                                                                  الإثنين 10أكتوبر 2011 - 11:51
إليهم هم حكاَّمُ النوايا الطيِّبة!..

أحبِـبْـني قدر ما تدّعي،
لن تحـبَّـني إلا كما خطَّـطـتْ.
أنعـمْ عليَّ مثلما تشاءُ..
 بِـرضاكَ أو لظـاكَ..
.. سخطـك أو سوطِـكَ،
ما همّني من أمركَ ما انتـويتْ.
لكَ النوايا الطيبةُ..
دوماً سـيِّـدي،
و لي وحدي العثراتُ..
أُلـمْلـمُ من شـتاتها ما استطعتْ.
كم من حلمٍ أنتَ اعـتـقـلتْ..
و وردٍ قطـفـتْ..
و نجمٍ أحرقـتْ؟؟
ما ضرَّك في الأمر و النهي،
ما أنا اشـتهـيتْ.
أمضيْـتَ حكْمـكَ فـيناَ،
عامداً.. متـرصِّداً،
و كان نافـذاً..
 و أنتَ أردتْ..
و حـين ضجّ بالرفـض صوتي،
بكل بساطةٍ.. قـلتْ:
من أنتم؟ من أنتم؟
   ...الآن فهـمتْ.
.. حلّقـتْ بنا الظنون،
بين المنى و البنى..
أنُباركُ لكَ طوعاً
زَيْن ما ارتضيْتْ؟
أم تُجري فينا صالحَـكَ،
وفـق ما لفَّـقـتْ؟
بين المنى و البنى..
احتار سعـيُـنا..
.. نقـبضُ على جمر البشارة،
لمنعِ اجتياح الموتْ.
لا.. لا.. سيخـذُلنا حتماً،
اجتراحُ الغوثْ.
نرمي سهـمنا بأيدينا،
فما عمَّرناه إلا لقـذْفٍ مصـيبٍ،
أو لحمدٍ يدفعُ عاجِل القوتْ.
آتـون رغم الأُتـون.
زاحفـين.. حاشـدين،
لا الدرب يغـوينا بالصلحِ،
ولا الموتُ يكـتم الصوتْ.


















                              



                                في انتظار الفجر..

                                                 سعيدة تاقي

                                                                                      الثلاثاء 27 شتنبر 2011 - 11:20


يا حرقةً في القلب لا نعرف كيف ندفعكِ عنّا..
 كلمّا انصرفنا عنّا لننساكِ فينا، حينا..
 هتف خرسُ الخلايا فينا..
.. إنّي هنا
.. إنّي هنا
.. لكم إيمانا..
 فلا تقسوا.
.. منكم .. فيكم.. إمعانا..
 فلا تنسوا.
 عليكم .. بكم سيّانا..
 فلا تأسوا.
 مهما هرمتُ..
 ليلُكم القديمُ الجديدُ..
 فلا تُمسوا.
 أنا الأصلُ..
  أنا الفصلُ..
 أنا الوصل..
 أنا المصل.
 أنا الوجدُ..
 و الفقدُ..
 و العَمْدُ..
 و الأَوْدُ..
 و الوِلْد..
 و الوعد..
 و اللحدُ.
 فمن يحملني لصبحٍ يشتريني..
 و يلتحفَ بالصخرة آخرَ أنيني.