حواشي للحُبِّ المُنتظَر
لوحة البداية
هو ينتظِرها. و يذرفُ الحَرْفَ رقراقاً على أعتابِ شوقٍ لم يجِد بَعْدُ في
سَبْقِه خطَّ البداية.
هي تنتظره. و ترسُم بالوَرْدِ أفُقاً بلا حدود لِـلَـوحات التّوْق و
اللّهفة، في امتشاقٍ عَـبِـيٍّ للآتي على ظَهْرِ الآنِـي.
.. لِمَن الحاضرُ؟!!
رِواية
يقولون : و من الحب ما قتل.. فهل يعيد التاريخُ نفْسَه،
ليَحتَرِقَ على أنْفاسِ اللَّهفةِ العجلى سابِقُ اللحظَةِ و لاحقُها، و تذوي
اللحظة في الانتظار.
***
في مُنتَصَفِ الرِّحلة
للوَهْم طقوسُه التي لا تقبَعُ تحتَ رداء واحدٍ مرَّتَيْنِ. و للفرحِ
مواعيدُ غيرُ مضبوطة. و متى استسلَمَ الفَرَحُ لأحابيل الأوهام تآكلتْ عُرى
اللُّحمة و تسلَّـلَتْ إلى السَّدى فَجَواتُ العُرْي.
مُجـرَّدُ استفهام
الليلُ و إِنْ طالَ، لَهُ النُّجوُمُ تَحْرسُ بَهَاءَهُ إِنْ خَذَلَهُ القَمَرُ
الغَائِب.
أما آن لِـلَّيْلِ الطَّويل أَنْ تَغيبَ أقمارُه المُتهافِـتَـة، بعد احتراقِ
كلِّ تلك النُّجومِ اللَّامعة؟!
***
العَتَـبَـة
الدَّواخِلُ لا تشتكي من ضَيْقِ الأضلُع لكنها تختَنِقُ بالصَّدرِ الرَّحب.
القلبُ المُنشَرِحُ مكلومٌ، و اللسانُ البًليغُ أخرَسُ، و النُّهى فارَقتِ
الرُّجْحَان بِضرْبَة حظ.
حينَ يعقِدُ الجَسَدُ أوزارَهُ تُجافي الرُّوحُ كثرةَ الدُّخلاء و تبحَثُ
لها عن مأوى انفِرادِيّ.
نَحْـوَ الصَّرفِ
بين البراءة و السذاجة تختفي النَّوايا، و تَبِينُ الأفعالُ. فَمَنِ
للفاعِلِ و من للمفعولِ به؟ و هلْ للمَمنوعِ من الصَّرفِ محلٌّ مِنَ الإعرابِ
بينَهُما؟
***