الاثنين، 30 مارس 2015

أَحْـمَرُ أَكْـثَر مِن اللّازم


أَحْـمَرُ أَكْـثَر مِن اللّازم
سعيدة تاقي


وَطَـن
بِاسْمِ الوَجَع أُعلِنُكَ قاتِلي.
.. بِاسْمِ الحُبِّ أُعلِنُنِي قَبْرَكَ.
كمْ يكْفيهِ النّْسيانُ من وِدْيان قانِيّـة كي ينْمُو على الحَواشِي؟

نَرجِس
حينَ تنْظُر إلى عَيْنَيْكَ صباحاً في المِرآةِ،
لا تَتْـرُكْ وَجْهَكَ معلَّقاً هناك.

ناطِـق
الصَّمتُ الأَجْوف لا يَعبَثُ.

لوْحَةٌ حَمْرَاء
هناك..
قدمايَ تاهَـتَا عن انسِلاخ جَسَدِي..
و أصدقائي... و أبويّ... و إخوتي...
... دميتي في يدي..
و يغمُر قلبيَ الغضَّ شوقٌ إلى سماء لم تَلْثُمْني شفَـتَـاها.

نَشْرَةُ أخْبار
الزُّرقَةُ فارَقَتِ السَّماءَ.
و البَياَضُ خَذَلَهُ المـاءُ.
.. و السَّفينُ وَسَطَ اليَمِّ هـالِـكٌ هَـالِـك.

أَدْوَار
أنتَ منذُ اليوْم لَسْتَ أَنَـا.

مقالِعُ أحْلام
الدّمُ حبْرُ الأمس و اليوم.
التاريخُ تَجِفُّ ينابيعه.
.. الجُثَث تَتَناسَل.


عَرْشٌ مُتْخَـم
دوَّنْـتَـهَـا أَمْ دَوَّنَـتْـكَ.
سَتَنْسى الحُرُوفَ قَطْعاً.
و تَقْطَع المَتْنَ نَحوَ الهـامِش.

مِـرآةٌ حرَّة
مَـساران لِعَـابِـرَيْ قَـدَرٍ يَـلْعَـبان بخُبث.
سَـبيلان و السَّيْرُ واحِد
.. و أهوَج.

تَطْـهِـير
لَنْ يهتِـفَ الماءُ لِلْـمَاء.
الظَّمَأُ لمْ يَعُد نَزْراً و سَحاباً.
الظَّمَأُ اغتِرابُ عُـمْرٍ و أجـيالُ احْتِراب.

قارِئة فنجان
جافَـاكَ الوَعْدُ.
و عَـافانِي السَّرْدُ.
الفنجانُ في المُنتَصف غائم.



17  ماي 2013

الأحد، 29 مارس 2015

أيها الرُّفاتُ اجْـمَع بعضَك، فكلُّك يحتضر

أيها الرُّفاتُ اجْـمَع بعضَك، فكلُّك يحتضر
سعيدة تاقي




ـ في حضرة غيابِك ـ

الماءُ يـشرَقُ بغصَّاته.
و الطِّـينُ يتلـكَّـأ،
باحثاً عن شمسٍ
تغْـشى الأبصار.
الموتُ ينزِف،
ضمائِرَ لا صوتَ لها.
و الأشلاءُ تفتَرِشُ السُّبُـلَ
دون سابِقِ وُرود.
الأيادي الصَّماء
لا تنشُـدُ غير التحليقِ
في تنزيلٍ نحو الأعلى.
في قَـلْبِ "المحرقة"،
ما زال على الأرض
من يقتَرِفُ الحياة.



ـ عَـتبة الفَــواجع ـ

أيها الرفاتُ
لا تتكَّوم داخِلاً..
القبورُ،
ذا عشّيةٍ و ضحاها،
تسري بوهْم الفردوس
على حوافر النار..
تبيعُ الشّهادَة
بباطل عمامةٍ
و مواكب مصفَّحة.
و الأكفانُ،
محفلُ سوادٍ
يسبِّحُ جهراً
بـآياتِ الخنَّاس،
و يـمتطي سرّاً
الأقمارَ المصنَّعة.
أيُّها الرُّفاتُ
اجمعْ بعضَكَ،
فكلُّكَ خارجاً يحتضر.