الخميس، 1 سبتمبر 2011

جدارية على ربيع الثورة

لم يكن متوقعاً كل هذا الدم المهدور.. لم يكن منتظراً كل ذلك الوجع الحارق..

لم نكن نحلم بصلابة الجبال ، و لا بعنفوان الفتية..

كان الحلم أبسط من ذلك كثيراً.. ربيعٌ على مقاس الخريف الذي سكننا لعقود طوال.. طلٌ على قدر يُبس أراضينا، يروي ظمأها ولا يفيض فوق شقوقها حتى يغرق آمال الكبار في غدٍ صالحٍ للإقامة..
.. لم يغب عن أذهاننا أن للخذلان دوماً أوصالاً مرنة، تطول كل النجوم التي رفعناها هناك فوق سماء أحلامنا..

انتظرنا دهراً صابرين، و ما صبر الحكّام على انتفاضة حِلمنا..

 ..وحلّ الربيع.. دامياً.. مأساوياً.. وفيراً..

.. شيّعنا الصغار إلى مثواهم قبل أن نقتني لهم أزياء العيد ..

.. حملنا الرضّع إلى المقبرة قبل أن تحملهم أقدامهم الصغيرة في أول الخطوات..
و ما استكان الحكّام لثورة شبابنا..

بأي حالٍ عدت يا عيدُ؟..
يتامى.. ثكالى.. أرامل.. و اللحود تتزيّن في انتظار عرسان آخرين يلتحفون آمالنا و هم يتوسدون الثرى..

للشهداء السندس..
للأحرار الروابي..
للجبناء الطحالب على حافة الغياب.. ستقتات على ما توهّموه وروداً لأفئدتهم..
.. و في انتظار أن يحمي الغدُ أحلامَ أطفالنا حين يستسلمون للنوم آخر الليل.. لن يكتب غيرُ الصادحين بعلو الصوت " ثورة ثورة حتى النصر" أمجادَ تاريخنا..  و لن يقرأ كلُّ الجبناء غيرَ أسفار الرحيل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق