الجمعة، 2 سبتمبر 2011

هـيـفـاء


 خرجت هيفاء من البيت خلسةً. كانت تعتزم العودة قبل الساعة السادسة، لذلك لم ترغب في إيقاظ أمها من الإغفاءة التي باغتـتها و هي تتابع "مناضلون صغار" على الشاشة قبيل نشرة الأخبار المسائية.
.. توجهَت نحو المركز الثقافي، تنوي استعارة كتاب تملأ به وحشة الليل في نهاية الأسبوع.. حيرى بين " أرض البرتقال الحزين " لـكنفاني، و " العصافير تموت في الجليل " لـدرويش، دخلت المكتبة وهي على وشك الإقفال..
.. بدت و هي تضمّ الكتاب إلى صدرها و كأنها تشتـمّ رائحة البرتقال.. ابتسامتها تشي بفرحةٍ طفولية، و ضفيرتاها تقفزان مع وثباتها المسرعة..
لـفَّت إلى الجانب الأيسر لاختصار الطريق.. لم يُرعبها الظلام الذي يغمر مساء دجنبر. كانت تخشى قلق أمها أكثر.. خطوة.. خطوتان.. ثم دوَّى صوتُ طلقةٍ.
شعرت بدفء ينساب على يديها الصغيرتين.. أحسّت الكتابَ يـبتَّـل..
سقطتْ، و هي بعدُ مبتسمة. لم تكن تدري ما حدث..

.كُـتِـبت سنة 2003

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق