شـذرات



شاهِدٌ واحِدٌ و القَـبْرُ جَماعي
سعيدة تاقي


إلى ذلك الضمير.
ـــــــــــــــــــــــــــ

نَحْنُ نَحْنُ،
بما نملِـكُ
لا بِما نفـتَـقِد.

***

البُرعُم حينَ يشتـدُّ عُودُه،
يَـنْسى الصُّورة الأُولى.

***

أنت و المَدَى
سنابلُ حريّةٍ مُثْـقَـلَة.
ما أجمَلَـكِ قُيود الوَهْمِ!

***

مضتْ.
... و قَدْ لا تَعُود.
حمَلَـتْ أوزارَ الجميع،
و ما زاورَ مغَانِينَا الفجرُ.

***

تكسَّرَ أخيراً جامِعُهما.
كانا رفيقَـيْـن على مَضض.
الأَّولُ لا سَقْـفَ يُغَطِّيه.
و الثّاني لا صوتَ يخرُقُه.

***

شِئْـنَ الصَّبْرَ و ما شاء غيرَهن.
بعضُ أكْبَادِهن احتَرَق.
و بعضُ أكْبادِهن اختُرِق
و الباقي في ويل الوَهْمِ
يتَرَقْرَق.

***

الضَّلالُ يُرخي ظِلالَهُ ثانية.
منتظَرةً كُنتِ
و ستظلِّين.
***

يُجانِـبُون الفرَحَ في رَقْصِهم.
و يُسَدِّدُون صَوْبَ العازِفِـين البؤساء.

***

الجنّتان ما بادَتَـا.
ماؤُهما غَوْر.

***

للبَحث عن المَعْـنى
تـتـبَعْثَرُ الدلالات.
اليقينُ لن يفتَقِـد جُهَـيْنَة.
***

المُـفـرَدُ متعدِّد.
و الجَمْـعُ واحِد.
***







لِـكُـوَّاتِ الضّوء أكـثرُ من جِـدار
سعيدة تاقي

على حِـبالِ الانتظار
تَرسُم الشَّمسُ للعصافير الواقفة ظلالاً جديدة.

بعيداً عن الأمـل
تنسجُ الأوجاعُ فُسْحةً لغفوَةِ فَـرح.

في فُسَحِ الحياة الضيِّقة
لا تحلُم قطراتُ المطَر بالتّحليق بل تنسابُ حرَّةً.

قريباً من الرُّوحِ
للطمأنينةِ دوماً منافذُ للعُبور.

عنْ سَلامٍ قـدْ يَـتِـيـه
تجهَـرُ الأجنحَةُ بشدوٍ لا يفْـقِـدُ حِبالَه.





قـلـمٌ مـتعَب

        سعيدة تاقي

                                                  الإثنين 28 نونبر 2011- 20:40
الكلماتُ لا يحمرُّ وجهها خجلاً مهما نسجتْ من غزل.. وحده القلم يشعر بمنتهى الألم، حين نُخضِع الحروفَ لعمليات ترميم أو بتر .. أو استئصال.
تلك العملياتُ الدقيقة تستنزف حتماً القلم..
لقد أجبرناه بغثةً، و دون تحضيرٍ مسبَق، أنْ يعوِّض المِشرط.. 












تـيـه

          سعيدة تاقي
                                               الخميس 24 نونبر 2011 ـ 16:30

كُحْلُـكِ  الذي اعتقلني..

أباركُ له ذاكَ السخاء.

أما قـلبُكِ الذي ظننْته لي،
فأضعُ خطوتي على دربه..
علّه يلاحق تيهي في هواكِ.

فإن وُجـدَتْ نَـعْـلٌ بـأرضٍ مَضِلّـة/
من الأرضِ يوماً، فاعلمي أنها نعلي
جميل بثينة







مـرّاً كان ذاك الفـنجان
     سعيـدة تـاقـي
                                                 السبت 12 نونبر 2011 -17:35    
اعذرني، فنجاني للأسف لم يكن ممتـلئاً بكَ بما يكفي.. أما قهوتي فقد شربـتْـكَ أنتَ، قبل أن أرتَـشِفها.. 
                                  °°°°°
 يا للسخرية، انسابت روحي لـترتسِمَ أفراحُ قلبِكَ..
                                  °°°°°
 تاخَم العَـبق البنّي حين انكسرتْ أضلاعُه أوزاراً تركْتَها هناك على الطاولة.
                                   °°°°°
تُـتعبني اللوحاتُ التي تنفتح برقة، فجأةً، دون أن تستأذِن مزاجَ الحزن؛ هل يسمحُ بالقليل من التواطؤ..
                                     °°°°°
لا تتركْني، قلبي، وحيدةً هذا المساء، اجمع سكّركَ المُراق، و أذِب به فراغاً نبتَ عنوةً حين امتطيْتَ سهواً جناحَ الحب..
                                                   
   Yuanyang II de Tsang Cheung-Shing






و أمطـرَ البياضُ في الأخـير...
                       سعيدة تاقي                          
                                                                     الثلاثاء 11 أكتوبر  2011 - 8:46 
                           
لم يمطر الياسمينُ..
عانـقَـتْه الشمس و ذهـبتْ، تـبحثُ لها عن ظلال أخرى هناك غربـاً.
كانت السماء مشرِفةً على الصفاء، يغمرها بالدفء فـتـتـشظّى الألوان خلف البنايات الشامخة.
ما كان الفيض عابراً، و ما كان العطر نافذاً أيضاً..
ظل البياضُ الوحيدُ مشرقاً وسط شقوق العتمة المنتكِسة.. يرفع رأسه عالياً في سموٍّ مرهق، ثم تنحـني الوريقات في حنوٍّ لتغـفـو على اخضرارٍ متسلّق..
اعتقـلـتْـني وريقاتٌ يشاكسها اصفرارُ الحواشي.. رنـتْ إليّ و كأنها تعْـلم ما خالج خاطري من امتقاعٍ لمرأى الموت يتسـلّـل ملوَّناً، إلى انثناءات أحلام ياسمينةٍ شفافة.. لو أردتُها أن تكون لي.. لكانت، يجلِّـلُ البياضُ رقَّتَها المرتعشة.. ويشّذِّب صفاءها بعضُ الوهن  الباهت..
لكنّي أردتُها أن تظلَّ هناك، حيث هي.. يانعةً تشرِف برفعةً على آخر السكرات..
.. يطالعـني سخاؤها، يصلُـني عبيرهُ فينـتعش قلبي، و تومض في ذاكرتي لوحاتُ طفولةٍ منفـلتة.. مرّت مارقةً كشهابٍ مُلـتَمع في طرفة عين..
كم لكِ من حياةٍ فيَّ.. كم لي من موتٍ فيكِ..
ها أنا الآن أحملُـكِ في عمقِ حنينٍ أداريه، إلى طفلةٍ كانت تشبِهني، ذاتَ تبرعُمٍ أبيضَ أغرتْهُ الألوان و خذلـتْهُ المرايـا.. فامتـدّت إلـيه من خلف السحاب ألف بابٍ و باب.. و ما أنصفـتْه المفاتيح الكثيرة..
.. يا لخسارات النُّضجِ الثّقيلة.. يا لمكر الأماني الصغيرة.. نُخْـفيها تحت الوسادة في الطفولة اللاهـية.. و نترك الأحلامَ تحرسُها من أعين المتطفّـِلين
ما أكرمكِ زهرتي.. و ما أبخلني فيك..
لم أُقْـبِـل عليكِ لأعانِقـكِ و أطوي على أهدابِكِ لـفْح حنيني.. فاعذريني..
خشيتُ عليكِ منَّي.. فاغفري لي..
أعـفـيْتُ خدّيْكِ من قبلةٍ تخطفُ منكِ كلَّ الرحيق، أو تقـتـنِص من نعـومة بياضكِ بعض الشهيق.. و ما خشيتُ عليكِ من إيـناعِ الصيف القصير، أوْشكَ أن يفارقـكِ، و يتركَ للأنين أن يستوطنَ الغدير..
.. تلك السويعات ما أثمنها أتحسَّسُ انصرامها بضيق لا يـميل.. تلوّحُ ماكرةً بانتهاء المسير.. تفصلني عن ذبولـكِ.. تبعدني عن لـثمِ مفرِقِك.. هناك في منبتِكِ الأثير..

                                       




                                  ذات إبـحـار..
                                                        سعيدة تاقي
                                                                                  السبت 17 شتنبر 2011 - 19:09


                 

نعود للإبحار ثانية..
سنعـطِّل دفّة القـيادة ونتـرك للأمواج أن تحمِلنا حيث تشاء. سنسمح للرياح أن تداعـب بين الفـينة و الأخرى أحلامَنا.. سنستسلم أمام بهاء الليل و سحر القمر.. و سنكـتم أنفاسنا كلّما عنّ للشمس أن تحرِق لهفـتنا، أو أن تصهر احتمالنا..
يا إلهي أتعبني نسيج الزمن و هو يحبك خيوطه من وله الانتظار.. أمقت هذا الانتظار الذي استفاض بلا كـلل..
.. سأرميها تلك الشباك دون اكتراث.. لم يعد في الوسع تردد آخر.. أوشك الرحيل على مغادرة المحطات المكتظة.. و الهدوء هناك.. هناك، آخر المسير، يفتح سكينـته لاستيعاب القادمين من قارّات الاحتدام..
سأرميها .. و لْيعْـلق فيها الذي أراد له حبّه للإبحار أن يتوّج جموحَ الحرية باعتقال النجوم.. 










                                  هدير هديل

                                                  سعيدة تاقي
                                
                                                                                      السبت 3 شتنبر 2011 - 18:53

                

حلماً أكبر هديل الحمام..
علّني أصبو بك إلى فيء أجمل
.. يلوح دوماّ بأطياف السراب.