الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

على رُكْحٍ مُـنْـفـرِد


على رُكْحٍ مُـنْـفـرِد
  سعيدة تاقي

انـتـظار
ارتدتْ فرحَها، و مضتْ.. تُقلِّمُ أوصالَ الساعاتِ.
استكانتْ إلى لهفتها العقاربُ، و انسابتْ تطِلُّ على الأرقامِ في حلقاتِ.
أسدلَتْ الأيـامُ جفنيها على توْقِها الوليد.
و تنحّتْ تبحث جانباً، بين الوجوه عن دفء عابرٍ تُذْكي نارَه، من جديد.



وُصـول
تعثّرت قدمُه و هو يقفز بعجلةٍ الدرج الأخير من القطار قبل أن يتوقّف. كان يفكِّر في النَّعشِ الذي ينتظره مُشرعاً، في القرية النّائية، لدفنِ فرحٍ لم يمْهِلهُ عُسْرُ المخاضِ الأوَّل..
كان يفكِّرُ في الكفَنِ الذي استبدَلَ بياضَ ثوْب العُرْس، و ما فطِنَ للقدَم التي زلَّتْ بحزنهِ إلى الأسفل تحت الحديد.



انصـراف
لم يَع من الوجود غير ماء دافئ و صوت خافت و بعض النور.
و حلَّ الألم..
الصمتُ يعزل كل ذلك الكلام و الصُّراخ المُراقَيْـن خارجاً، لِكَيْ يظلَّ النَّقاء بالداخل عنوان طُهْـرٍ مُـفْـتـقَـد.
أهي أرواحُهم لِشفافـيتِها يَسْهُل احْتِضارُها، أمْ هو الألمُ يُرهِق طيبوبَتهم المُفـرِطة فَـيَكون الموت آخِـر الكَيّ؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق